جدتي
Jad’dati
لا زلت أبحث عني
وعن مضارعٍ لواقعي
لقصةٍ روتها لي جدتي
عن فتاة بسني صارعت نفسها
حتى الموت
وعن راحة بالي التي تزعزعت
لأثبت وجود إلهٍ فيني
حدثتني عن براءةٍ أُختلِست
ونسيم واحة
حدثتني عن بلدي
عن بيتي وغرفتي
عن شاطيء
عن روائح العود
والبخور
عن أهلي وأصدقاء قد كانوا
عن حياةٍ نهبت مني
عن هوية، لم تعد
عن ألم الغربة
وعن الغرباء وقصصهم
حدثتني عن هارب، ومُقبل
وأنا كلاهما
حدثتني في منامي
عن أمل وسلام
عن حياةٍ جميلة
عن مستقبلٍ أجمل
عن واقع أليم، و مثمر
عن مئة ألف مهاجر
ترك خلفه بيتٌ آمن
أبوظبي
Abu Dhabi
غربت الشمس أمام كأسي
و الدخان تسلل الى رئتاي
هدوء المغرب و حر أكتوبر
يُذكراني بآخر ايامي
بطفولتي وغناء جدتي
و سيارتي ورائحة البخورِ
بحقيبتي و وداعٍ سطحي
لصديقٍ و غريبِ
و الشمس قد غربت
و اليوم انجزى و حان وداعي
وحنيني لوطني
حبسته بداخل معطفي
و الحر التهم أصحابي وذكرياتي
هربت منهم بهدوء و تئاني
بلا خبرٍ ولا مرسولٍ
لا لأهلي ولا لأصحابي
جف كأس النبيذ امامي
و تطاير رماد سيجارتي
و ودعت دبي و الإماراتِ
ودعت ضحكة أبي
رائحة أمي
و حنين اخواتي
ودعت براءة أبناء اخي
و خجل أبناء اختي
ودعت غرفتي وسريري
وتركت خلفي تلك التي لم تعد انا
و رحبت بنفسي
———
TEXT:
MOUZA SABAIHI
UNITED ARAB EMIRATES