منذ ٣٤ دقيقة وانا أشتم رائحة البصل والبهارات متسلسلة الى هذا الحمام المهجور. اسمع أصواتكم وأنتم تدندنون يالزينة لاحمد الجميري
ابحث عن دلائل تركتموها خلفكم قبل ليلة الرحيل. لم اجد سوى نفسي وبضع قطط هربت عند وصولي. رحلتم وانا وصلت. اهديتم المكان الصمت كهدية واتيت انا لاكسره بخطواتي الخوافة. سبقتوني في فكرة الرحيل التي لم تخطر على بالي. فتشت في نفسي بين قصائد غادة السمان الضعيفة الخائنة وبين آهات خالد الشيخ التي باتت ذكرى لعشاق فاتهم القطار
اتخيل جلوسكم على مائدة طعام جديدة وتحِطُّ خدودكم على وسائد تكسوها ذكريات ذاك المنزل المنسي. كيف من السهل ان تغادروا وانتم لستم على عجلة
اقف انا الآن على نباتاتٍ ميتة لا اسمع الا خشخشتها. امامي بحرٌ حار. حرقته الشمس وقرر ان لا يجف الا بعد ان تعودوا لتحط اقدامكم في مياهه. إن قررتم العودة، سأعلن الرحيل. وإذا اصرّيتمْ على النسيان، سأُقسم على العصيان والبقاء. ستبقى لي زيارة كل بضعة ايام لأشهد على دمارٌ يكبر وجدرانٌ تشققاتها في طريقها لخط النهاية. وجودي هنا ليس الا تقديرآ وصلاة لحنينٍ يخصكم وفُضولٍ غزاني كالمرض لأرحل ولكني هنا اقف إلى ما نهاية
______
PHOTOGRAPHY:
AHMED AL KUWAITI
KINGDOM OF BAHRAIN